على الشاطىء الرملي للبحر استلقى واضعا رأسه فوق فخذها بينما كانت تداعب شعرات رأسه باحدى يديها .. راحت تحدثه وتحدثه وهو لا يحير جوابا .. تحدثت عن الماضي وعن المستقبل .. لم يكن كعادته .. اليوم لا يعلق ولا يسأل ولا يجيب .. قالت له : ما بالك اليوم يا حبيبي ؟
قال لها : اصمتي لحظة بالله عليك .. دعيني أستمع الى البحر ..
رفعت يدها من شعراته وأزاحت فخذها من تحت رأسه ، وقالت بنبرة لا تخلو من العتب : البحر أهم مني ؟!
قال لها : تغارين من البحر ؟!
قالت : أغار من كل شيء يأخذك مني ولو لثوان .. أغار من كل شيء يصرفك عني ولو كان أحب الناس اليك .. ولو كان أحب الأشياء اليك ..
قال لها : يا حبيبتي أنا أسمعك في كل مكان وفي كل وقت ، لكنك تعلمين أننا جئنا معا الى هنا .. الى البحر كي نستمتع به .. بأمواجه .. بأحاديثه .. بمواعظه .. فكيف وهو اليوم يلقي قصيدة !! لم لا تستمعين اليه ؟!
قالت - بنبرة لا تخلو من الغضب - : أنا لا أفهم لغة البحر .
قال : اذن دعيني أسمعها ثم أترجمها لك .
أخذت تتلهى برسم خطوط على الرمل وتستمتع بموجات البحر وهي تمحو خطوطها في كل مرة تصل اليها !! أما هو فراح فيما يشبه الغيبوبة يستمع الى قصيدة البحر :
أنت يامن جئت تبغي راحة النفس .. وأسرار الجمالٍ ..
أنت يامن جئت تبغي الدفء .. ما بين مياهي ورمالي ..
أنت يامن جئت تصغي للحوني .. لهدوئي وضجيجي ..
أيها الواله باستنشاق عطري وأريجي ..
أيها العاشق للزرقة في صفحة خدي!! ..
* * *
كلما تبحث عنه .. هو عندك ..
راحة النفس . . بقربك ..
أعذب الألحان .. عندك ..
كل ما في الكون من عطر .. بجنبك ..
كل ما يبحث عنه الحالمون .. اليوم ملكك !!.
* * *
الصفاء الحق .. في وجه حبيبك ..
والطمأنينة .. في حضن حبيبك ..
والنعومة .. في جسم حبيبك !!..
زرقتي ؟! لا شيء بالنسبة للزرقة في عيني حبيبك !!
* * *
انني آتي هنا في كل يوم ..
لا لكي أسعدكم .. انما أسعد نفسي !!
انني آتي هنا كي .. أحتسي عذب لماها ..
أتسلى بغناها ..
انني أعشقها .. مثلما تعشقها !!..
هي قالت : انها مني تغار ؟!
قل لها : انه مني يغار !!
* * *
هدأت أنفاس البحر وكان هذا ايذانا بانتهاء قصيدته ، التفت اليه وقال له : قصيدة جميلة ! من تخاطب بها ؟ وبمن كنت تتغزل ؟!
نظر اليه البحر نظرة لا تخلو من ازدراء مشوب بالشفقة وقال : ألا تدري أيها المغفل من أخاطب ؟! ولا فيمن أنشد ؟! أخاطبك أنت أيها الأحمق ، وأتغزل في صاحبتك .. صاحبتك التي ترفض الاستماع الى نغماتها وتستمع الى ضجيجي .. صاحبتك التي تشيح بوجهك عنها وتحملق في وجهي .. صاحبتك التي تنصرف عن صفائها ودفئها لتبحث عنهما عندي !! أيها الرومانسي الحالم لديك هذه الحورية التي تملك كل مواصفات الجمال ولم تكتشفها حتى الآن ؟!
كان يداري وجهه خجلا والبحر يحدثه ، ولما صمت البحر قال لنفسه : يالي من مغفل .. كيف أملك كل هذا ولا أحسه ؟! هي تغارعلي من البحر ، والبحر يغار مني؟
قالت له : وعدتني أن تترجم لي قصيدة البحر ..
بكل ما أوتي من حنان ضمها الى صدره وقال لها : ما عليك منه .. انه يهذي !!
* * *
قال لها : اصمتي لحظة بالله عليك .. دعيني أستمع الى البحر ..
رفعت يدها من شعراته وأزاحت فخذها من تحت رأسه ، وقالت بنبرة لا تخلو من العتب : البحر أهم مني ؟!
قال لها : تغارين من البحر ؟!
قالت : أغار من كل شيء يأخذك مني ولو لثوان .. أغار من كل شيء يصرفك عني ولو كان أحب الناس اليك .. ولو كان أحب الأشياء اليك ..
قال لها : يا حبيبتي أنا أسمعك في كل مكان وفي كل وقت ، لكنك تعلمين أننا جئنا معا الى هنا .. الى البحر كي نستمتع به .. بأمواجه .. بأحاديثه .. بمواعظه .. فكيف وهو اليوم يلقي قصيدة !! لم لا تستمعين اليه ؟!
قالت - بنبرة لا تخلو من الغضب - : أنا لا أفهم لغة البحر .
قال : اذن دعيني أسمعها ثم أترجمها لك .
أخذت تتلهى برسم خطوط على الرمل وتستمتع بموجات البحر وهي تمحو خطوطها في كل مرة تصل اليها !! أما هو فراح فيما يشبه الغيبوبة يستمع الى قصيدة البحر :
أنت يامن جئت تبغي راحة النفس .. وأسرار الجمالٍ ..
أنت يامن جئت تبغي الدفء .. ما بين مياهي ورمالي ..
أنت يامن جئت تصغي للحوني .. لهدوئي وضجيجي ..
أيها الواله باستنشاق عطري وأريجي ..
أيها العاشق للزرقة في صفحة خدي!! ..
* * *
كلما تبحث عنه .. هو عندك ..
راحة النفس . . بقربك ..
أعذب الألحان .. عندك ..
كل ما في الكون من عطر .. بجنبك ..
كل ما يبحث عنه الحالمون .. اليوم ملكك !!.
* * *
الصفاء الحق .. في وجه حبيبك ..
والطمأنينة .. في حضن حبيبك ..
والنعومة .. في جسم حبيبك !!..
زرقتي ؟! لا شيء بالنسبة للزرقة في عيني حبيبك !!
* * *
انني آتي هنا في كل يوم ..
لا لكي أسعدكم .. انما أسعد نفسي !!
انني آتي هنا كي .. أحتسي عذب لماها ..
أتسلى بغناها ..
انني أعشقها .. مثلما تعشقها !!..
هي قالت : انها مني تغار ؟!
قل لها : انه مني يغار !!
* * *
هدأت أنفاس البحر وكان هذا ايذانا بانتهاء قصيدته ، التفت اليه وقال له : قصيدة جميلة ! من تخاطب بها ؟ وبمن كنت تتغزل ؟!
نظر اليه البحر نظرة لا تخلو من ازدراء مشوب بالشفقة وقال : ألا تدري أيها المغفل من أخاطب ؟! ولا فيمن أنشد ؟! أخاطبك أنت أيها الأحمق ، وأتغزل في صاحبتك .. صاحبتك التي ترفض الاستماع الى نغماتها وتستمع الى ضجيجي .. صاحبتك التي تشيح بوجهك عنها وتحملق في وجهي .. صاحبتك التي تنصرف عن صفائها ودفئها لتبحث عنهما عندي !! أيها الرومانسي الحالم لديك هذه الحورية التي تملك كل مواصفات الجمال ولم تكتشفها حتى الآن ؟!
كان يداري وجهه خجلا والبحر يحدثه ، ولما صمت البحر قال لنفسه : يالي من مغفل .. كيف أملك كل هذا ولا أحسه ؟! هي تغارعلي من البحر ، والبحر يغار مني؟
قالت له : وعدتني أن تترجم لي قصيدة البحر ..
بكل ما أوتي من حنان ضمها الى صدره وقال لها : ما عليك منه .. انه يهذي !!
* * *
